ما وراء حبك... " المتهم "
مذ آخر قطرة من عينيك ملأت الخلجان..
وعيناي تسافران..
أرقتها مراكب التأهب..
أرهقها مدد انفلات الشعور
بكل مكان..
وأنا لم يتبق لي من مكان ..!
سوى أن أركب أجنحة الهبوب..
مذ آخر ماغنته عصفورة الجنوب..
مذ آخر لون بملامحك تمشى فوق البحر..
بفرح السنابل ، ودموع الشمعدان..
حتى أنار منارات الغروب.
فكيف بي أن أتوب..؟!
أو أفكر يوما بالهروب..!
وأنا أحب إلى عينيك الهروب..
فعلميني...
****
علميني..
أن لا أصنع من الشعر خناجرا تكوي
خاصرتي..
علميني..
أن لا أتجرع من الدمع أقراصا تمحو لي
ذاكرتي..
علميني...
أن أزرع من هواك حقولا من الأقحوان،
والكروم ،والطيوب..
وكيف أزور الله في السماء..؟
قبل أن تجف جباه النداء..!،ويموت كل ثوار الجنوب..
قبل أن يموت في بلادي..
كل النخيل، وصوت الطين..
قبل أن تموت حقيقة مصرع الحسين
شهيدا بكربلاء..
فمن أين لنا بعدها بمثل الحسين.؟!!
كآخر رجل لم يبع إلى بنسلفانيا،
وموسكو ، وبرلين..
ولم يتاجر بأثداء النساء..
كما تاجر بشمس بيروت على السرير..
حكام العرب..
كما ذبحوا تدمر والياسمين..
الحكام العرب..
كما نهب صنعاء مشايخ النعال..
وحلل أكل الميتة والخنازير..
كبيرهم أبو لهب..
في أقدم مدن الزيتون والتين.
****
أتشرد قصيدتك ياسيدتي مذعورة بمدائن المحال.!
وعيناك حمامتان شرقيتان..
تضاجعان تطاير أشلائي..
فينجب من نزف عيني، ودمي..
صراخ غناوي العاشقين الهاربين..
في مراقص لندن،
وحانات باريس،
ومحافلا تعم غرناطة والبرتغال...
أم تبات على خد بوذا..
منقوشة أهزوجة تاريخ تمردت على الساسة الحاكمين..
وملجأ للحالمين بالخرافة..
كآية لم ترتل بعد بخطيئة الموال...
أم تبقى..!
كما ضوعة تفرد ظلها على وجه قنديل..
كما عصفورة...
تنزف تبحث عن آخر منديل..
كما نوتة هاربة من نايات وحشة الدروب..
بألف إشارة استفهام وسؤال...
تضرج جسدي بهتاف المدام.!!
بأن لا أتوب..
بأن لا أفكر يوما بالهروب..
وإني أحب إلى عينيك الهروب...
****
وليقول عني...
من باعوا أرض الله، وشمس الله، وبحر الله،
وحواري الله..
من محلفين،
وغاصبين،
وأمراء، وسادات الحروب..
بأني امتطيت جياد الذنوب..
لأني هويت أن أستسل من رمشك..
آخر سيف بالغرام..
ورغبت أن أفكر مثل نهديك بأصول الثقافة...
وأحببت أن أتحرر على لطافة يديك..
ذاما من ليسوا أهلا بالعمامة، ومدعي حقوق الإنسان
والسلام..
ولأني آمنت..
أن الشعر على نية عينيك سلام..
يبيد عروش الجبابرة ، والسلاطين..
ويكتبني.. ماوراء حبك لألف ألف عام.. " المتهم "
.
.
أحمد أبو الفوز
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire