وجوديّات...
ارتسمت على ملامحها المنتشرة بأرجاء الغرفة صورة يوم مثقل بالغروب...أشعلت سيجارتها العاشرة ثم مضت تبحث في أرجاء وجدانها عن لحظة تفتقدها جدّا...تذكّرت عندما دفعها إلى جدار الغرفة في شيء من العنف اللّذيذ...تذكّرت كيف انهمر فوق ثغرها يمتصّ رحيق شهده...تذكّرت كيف أحاطها بذراعيه المثقلتين بستين عام من الحياة...ابتسمت ثم حاولت إخفاء وجهها عن عصفور كان يراقب صمتها من خلال النافذة التي لم تغلقها...سوف يعود يوما ما...لقد قال وهو يلقي بفمه على وجهها بأنه سوف يعود ذات ليلة مثل مصاصي الدّماء...لقد اكتمل البدر...وسوف تنتظره الليلة...وقد ترتدي فستان نومها الكحلي...وقد لا ترتدي حمالات صدر...تعرف بأنه يكره أن تسجن أسرارها خلف قضبان الحرير....
كمال عبد الله...تونس...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire