samedi 12 mai 2018

موت الانسان.. بقلم الأستاذة الشاعرة غادة شاهين

موت الإنسان
........
عندما تتحجر الكلمة في ثغر القلم..
ويجف ريق اليراع ويمتنع غيث الحروف عن الهطول..بحور الشعر تبخرها خيوط شمس جثمت على صدر  القصائد ،
وتعلن صفحات البوح أن حي على الصمت ،يخرس لسان الأبجدية متمرداً على قوانين الصوت ولغة الكلام
قد يكون مات بداخلنا الإنسان!
وعندما يكشر الزمان عن أنيابه وتغرز مخالب الحياة دون رحمة في أحشاءٍ نفر الصبر من صبرها ،يبكي كل مافيها بدون دموع ، وعيون الرجال تبكي بقلب موجوع في بقعة من البسيطة وهناك على الضفة الأخرى تظهر نواجذ الظلم ضاحكة
اعلم انه مات فينا الإنسان!
عندما يبكي الوطن وينتحب ترابه ما من أحد يسمع له نحيب مثقال ذرة ، تُصَم آذان الأرض والأفق غاضب ، شاحب الملامح ، الدعوات  تقف في  منتصف الطريق ، قد تكون جبال البغي وصلت عنان السماء حجبت بعض من الرحمات ، أوصدت أبوابها.
وقد ينادي جثمان الوطن من يواري جثته قبل التحلل والعفن
قبل أن ينقض عليها جوع الضباع ،تمزقها أشلاء ،تتقاسمها حانات الضياع ، تتراقص عليها الغانيات وبغاء القرن
قد يكون مات الإنسان لا بل حتماً !
عندما يتشدق الرويبضة والصفيق بلسان الحق والعاقل وقد  عُقرت بطون العدل وتشوهت ملامح الحقيقة ،يُغتال الشرف في حادث غامض ويُلجم لسان التاريخ ، يصرخ الزمن  أن كرهت الزمن ، التراب تدَنّس ،الهواء ملوث يغلفه الدرن
  ، حتماً أصبحنا في زمن بيع الإنسان وقُبض الثمن ......
بقلمي
   غادة شاهين

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire