vendredi 25 mai 2018

يوميات رمضان -9- لفخامة الأستاذ الكااتب وليد العايش

- يوميات رمضان - ٩ -
------------
سكنت العصفورة في جوار بيتنا، أثثت عشها، أنارته بالكهرباء وجهزته بالماء، ولم تنس أن تشتري تلفازا ودشا ليتسلى به عصافيرها الصغار، حتى أنها ابتاعت موبايلا كي تبقى على تواصل معهم أثناء غيابها.
ذات مرة انصرفت كي تشتري بعض حاجيات البيت من السوق، ذاك السوق القابع في الجهة الغربية من الحي، جاء المساء ولم تعد إلى البيت، انصرفت ليلة كاملة في سوق الأسهم دون أن يظهر لها أي أثر.
لم يدع أبنائها أية وسيلة للبحث عنها، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، الموبايل كان دائما خارج نطاق التغطية .
- لن تعود  ... لن تعود  ... قال أصغرهم  ...
- بل ستعود  ... أمي مازالت على قيد الحياة  ... قالت ابنتها والدمع يملأ مقلتيها .
سنة ونيف مضت، اعتاد الأبناء على الواقع الجديد .
في مساء أحد أيام كانون، سمع الأبناء جلبة خارج البيت، فتح الكبير الباب، خر ساقطا على الأرض ، تبعته أخته فرأت ذات المنظر  ...
- يارب إنها أمي  ... ألم أقل لكم بأنها سوف تعود  ...
كان مساء حارا جدا ، الجميع يحتفل بعودة العصفورة المسكينة بعد غياب طويل ، لم ينتبه أحد منهم إلى أنها كانت بجناح واحد .
- أين كنت يا أماه  ... سألها الكبير  ...
صمتت لحظات ، كان المطر حينها يطرق باب البيت  ...
نظرت إلى أبنائها، ثم إلى جناحها المفقود ، احتضنت ابنتها وهي ماتزال صامتة ...
------------
وليد.ع.العايش
٩/رمضان/ ١٤٣٩

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire