الحلقة الثانية «وظنتت حضنك ملاذي» (2)
يا ليت قلبي يقطع مزقًا حتي وأن قابلت الحب يستحيل جمع أشلاؤه، يا ليتني فارقت الحياة قبل شروق شمس هذا اليوم، الذي أجبرت فيه رغم أنفي أن أغادر الوطن، علي رغم كل ما عانيته وواجهته واضطررت إلي قبوله، إلا أن كان لي بعض الإرادة، كنت ما زالت أمتلك شيء من القرار، واليوم هنا في أحضان القاهرة، أكاد أكون ريشة في مهب الريح، تنقلني العواصف من مكان إلي أخر.
غادرت وطني مرغمة بعد أن استحالت الحياة وسط مجتمع جهول ينظر إلي المرأة المطلقة والأرملة وكأنها ثقب في رداء كل أسرة، ولابد التربص بها ظنن بأنها عاجلًا أم أجلًا سوف ترتكب فعل مشين يسئ إلي أسم عائلتها ومجتمعها المحيط بها، والحل للخروج من هذا المأزق في نظر رجال العائلة والقبيلة هو أن تزوج فور انتهاء شهور عدتها، إذا كانت مطلقة، أما إن كانت أرملة، فيجب أن تبقي في منزل الزوجية 4 أشهر دون أن يراها رجل، أو أن تخرج إلي شارع، فهذه هي العادات والتقاليد، وإلي حين انتهاء أشهر الحداد، يكون تم ترتيب الزواج الجديد، وفي حالة الرفض تكون الأنثى خادمة في منزل أحد أخوانها الرجال .
كيف كان لي أن أبقي حبيسة الجدران، مرهونة في أيدي بشر تحجرت عقولهم وتبلدت مشاعرهم، وشاخت قلوبهم علي اضطهاد المرأة، ووضعها في صورة واحدة تنحصر في كونها خادمة لمتعة السرير والمنزل، فكان قراري هو الفرار إلي اللا مصير خيرًا من الضياع في اللا شيء.
بقلم الأستاذ عمرو خان
mardi 23 octobre 2018
و ظننتُ حضنك ملاذي.. بقلم سعادة الاستاذ عمرو خان
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire