تَجِيءُ أَحزَانُ كَرْبَلَاءْ
تجيءُ أحزانُ كربلاءْ
وأنا المقتولةُ في عِشقكَ
ياصُبحي الجميلَ
يانجمَ سَهَري
ياقمرَ شُرفتي
وَوَشْوشاتِ الياسَمينِ
في أُذُنِ المساءْ
تجيءُ أحزانُ كربلاءْ
وأنا التَّائِهَةُ في صَحرا الحنينِ
يُحرِقُني قيظُ الاشتياقِ
يُضنِيني ظمَأٌ لِعينيكَ
ياسَاقي العِطاشَ
أما مِن جُرعةِ وصلٍ؟
يالَثاراتِ رُوحي
إذا ما التَقَينا!
يالَثاراتِ قَلبي
إذا ما عانَقتُكَ!
سأوجِعُ اللهفةَ
وألوي ذِراعَ الكبرياءْ
سأوزّعُ البسَماتِ
والحَلوى
والأغنياتِ
فالحربُ طحنَتْنا
وكُلّنا إلى الفرَحِ
كُلّنا فُقراءْ
تجيءُ أحزانُ كربلاءْ
وَأنا المفجوعةُ في بُعدِكَ
أنا سَبيّةُ الشّفتينِ
أنا ذَبيحةُ الحُسنِ
أنا قَتيلةُ العَينينِ
وأنتَ..
أنتَ المطعونُ في ظَهرِ الوفاءْ
أوجَعَنَا سَيفُ الأعرافِ
تبًّا لهُ!
كيفَ حزّ رأسَ الأمنياتِ؟
كيفَ لوّعَ قلبَينِ؟
وَكيفَ قطّعَ
يدَ الطّهرِ والصّدقِ والنّقاءْ؟
تجيءُ أحزانُ كربلاءْ
فأذكرُكَ..
تقاسَمْنا فَيءَ نَخلةِ العِشقِ
تقاسَمْنا رغيفَ الحرفِ
وَمِلحَ الأخبارِ العاجلةِ
ففي أوطانِنا
مَلاجئُ للأوهامِ
خِيامٌ للآلامِ
في أوطانِنا
ممنوعٌ رسمُ الأحلامِ
إلَّا بالأسوَدِ
أو لونِ الدِّماءْ!
تجيءُ أحزانُ كربلاءْ
أخبِرْني ياحَبيبي
مَن أشعلَ الفِتنةَ
مَن قتلَ الحرفَ الرّضيعَ
في حُضنِ قصَائدِي؟
أخبِرْني
كم "حَرْمَلَةَ"
يعيشُ بينَنا
وكم شَمرًا؟
آهٍ.. قَرِفْتُ!!
فَابقَ ذاكِرَتي الخِصبةَ
كي أنسَى
تاريخَ الزّورِ والعُهر والافتِراءْ
عَيِّيةٌ أحرُفي
حَزينةٌ لُغتي
ماذا أقولُ؟
ماذا أخطُّ؟
والتّكبيرُ قدْ صارَ دِينًا للقتلِ
ونحنُ المرجُومونَ من عهدِ الأمويّينَ
فكيفَ
كيفَ أنظمُ الرّثاءْ؟
تجيءُ أحزانُ كربلاءْ
وآلامُ الحُسَينِ
تُعمِّدُنا
فَخُذني إليكَ
بِشارةَ أملٍ
خبّئْني في قلبكَ
ياوطنًا
لا يُقتَلُ رضيعُهُ
بتُهمةِ السّياسةِ والموالاةِ
وصِدقِ الانتماءْ
خبِّئني في وطنٍ صغيرٍ
لا يَسبي الشّاعراتِ
بِتُهمةِ الفُجورِ
والخُروجِ عن المألوفِ
والحُريَّةِ والسُّفورِ
خبِّئني في وطنٍ
لا يقمعُ الأنوثةَ
لا يقتلُ الطّفولةَ
لا يشنقُ آمالَ البُسطاءْ
تجيءُ أحزانُ كربلاءْ
وَعَدُوُّ جدِّكَ
ماأضحى حمَلًا!
فلا تأمنّنَ
مَن تُغويهِ خِصلةُ شعرٍ
أو نَفحةُ عطرٍ
أو رِقّةُ خصرٍ
لا تأمنّنَ
من أضحتْ آياتِهِ
مفاتنُ النّساءْ
تجيءُ أحزانُ كربلاءْ
تتغيَّرُ الأزمانُ
تتغيَّرُ الأسماءُ
والأحقادُ هيَ الأحقادْ
فلا ترحمَنَّ
من اقتاتَ يومًا
على الأكبادْ
لا ترحمَنَّ
من كانَتْ مفاخرُهُ
الرّقصَ على الأشلاءْ
لا ترحمنَّ
من كانَتْ لياليهِ
سُكرًا وعربَدةً
ثمَّ صارَ فاتحًا
أو بطلًا مِغوارًا
أو خليفةً ورِعًا!
هَكذا.. هَكذا
يُكتبُ التّاريخُ
فَمَتى تصحِينَ
يا أمَّةَ النّخوةِ
والفتوحاتِ والآدابِ
والقصائدِ العصماءْ؟!
ميَّادة مهنَّا سليمان
* حرملة بن كاهل الأسديّ الكوفيّ من أفراد جيش
عمر بن سعد، وقاتِل عبد الله الرّضيع
ابن الحسين (ع) في معركة كربلاء.
* شمر بن ذي الجوشن من قبيلة (بني كلاب)
كان ممّن بايع عليّ بن أبي طالب، وشارك في معركة صفّين إلى جانبه لكنّه تمرّد عليه في فتنة الخوارج
وبعد ذلك شارك في قتل الحُسين بن عليّ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire