هكذا حدّث "إِيليزْيَاسْ"....قالْ...
استمعي لي جيّدا أيتها الأفعى العاهرة التي تسكن جوفي...لقد أهديتك دفء ليالي الخوفْ...أهديتكِ طعم الكبريت الذي يحترق داخل أحشائي...وكنت أفكّر في كل مرّة أفكّر بتقطيع شرايينك و مزج دمائك بالملح الذي يتراكم فجأة على شواطئ ذاتي المرهقة...لقد أحببتك في زمن لا يعرف غير القتل...وعشقتك في زمن لا يحتمل العشق...كنت أراك تتفتّحين مثل زهرة اللّوتس فوق دمائي التي تتناثر وجعا...وكنت سعيدا...لم يتعبني الحبْ...سأقول الآن ، وأنا مثل عاصفة تجتاح الوشم الهيروغليفي على صدرك، بأنّني لم أعرف حقّا كيف يكون الحبُّ إلاّ وأنا بين ذراعيك التي تغطيها الأشواك المسمومة...آه أيّتها الأفعى....لقد تتعرّين لما كنت أكتب من كلام العشاق...وقد أحسستُ بالغيرة عندما شاهدت أزهار الكرز التي بدأت تتفتّحُ وهي ترتمي فوق شفاهك التي لا يشبعها الموت...استمعي لي جيّدا...لقد شرّدتني عطور البريّة المتراكمة فوق خرير مياهك المثقلة بطعم العسل...ها قد أطردتني الآلهة من رجمتها لأنّني أحببتك...لقد صرت وحيدا أيتها الأفعى المترامية الشّهوة...افتحي قلبك لما أقوله من الكلام الذي لا يقال...واستمعي أيّتها الأفعى إلى ما تقوله الملائكة التي تمرّدت على سلطان جبال الأولمب...دعيني أسكن أجزاءك التي أهملها الرّب...سوف تصمت الكلمات...وعندها سأشعر بدفء الموت بين أحضانك...لقد عادت أطيار الدّوري من كهوفها التي تقضي بها أيام الرّعب...وقد شاهدت بأمّ عيني أطيافا من الملائكة السمراء وهي ترفرف في شوق بهيمي فوق حلمات صدرك العاري...اصمتي أيتها الأفعى...اصمتي ودعيني أحبك كما يشتهي الوجع الذي لم يتركني منذ أن عشقتك....
كمال عبد الله....تونس...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire