ينشق القمر
عندما عن وطني ترحلين
و تشرق الشمس من الغرب
حين ينأى بعيدا عن ناظري
جسدك المنحوت من مرمر
إذا تجلى لي من قدك حسن
قكأنك تدقين طبول الحرب
لأن عينيك وحدهما سيدتي
بحجم كل جيوش التتر
كيف أقاومك؟ و كيف أقاتل؟
و حصاني تاه بين القبائل
و ذرعي ضاع و سيفي انكسر
عاصفة أنت و نسائم السحر
أنت الضياع و أنت الأمان
أنت الجرح و شقائق النعمان
فلا تجعليني لعبة بكف القدر
لا تغادري و لا ترحلي
فأنا من غير حبك سيدتي
تصبح الدنيا حبلى بالضجر
يا عشتاري الجميلة
يا ضبية بين أسراب االغجر
هذا القلب ذاب شوقا و انصهر
ليتني صخرة و القلب من حجر
حين الرحيلين
تنزف دما غيومي الحزينة
تصمت الألحان تكبر الأحزان
و تغدو قيثارتي خرساء بلا وتر
كيف أتحايل على الأشواق
كي لا تتناسل مثل أوراق الشجر
كيف أحاصر الدمع بالأحداق
كي لا يتساقط مثل زخات المطر
حين تعلنين الرحيل
تتخلى عن عبيرها العطور
ما لم تلامس جلدك الأسمر
و يفقد الكحل سحره الأسود
ما لم يطف بطرفك الأحور
كلما أسري بي فوق تضاريسك
يحاصرني أريج مسك و عنبر
كلما أطل من خلف الشرفات نهد
صرت كمن استقى نبيذا فسكر
أو داعبت ثغرك الكرزي الأحمر
أتطاير مرفوعا إلى السقف شظايا
فتلملمين بكفيك الناعمتين أشلائي
لا تغادري و عودي إلي
ربما غدا يلتئم القمر
بقلم : أحمد الكاظمي 2020/06/13
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire