ونبض الْحَرْف حُمَمًا
-=-=-=-=-=-=-=-
بَزَغَت كَشَمْس الْمَنَايَا غَيْرِه
فأشعلت لَهَيْب الْحُنَيْن صِبَاب
وجزتني بِعَيْن الْحَرْف نَظَرِه
وَالْغَيْرَة بالقصيد لُبّ الْأَلْبَاب
رمتني بِوَهْم الظَّنّ بِجَمْرَة
وَمَا كُنْتُ ل الَّتِي هِى بِالْبَاب
شُقَّت دُرُوب الصَّمْت كزغابة
وَمَا طُرِقْت الْبَابِ وَلَا أعتاب
حَاوَلَت مَيْلُهَا صدتني صَدَّه
وَكَان حَارِسٌ بِالسَّمَاء شِهَاب
باحَت برمش الْعُيُون مَحَبَّة
ذَابَت رُوحِي ك غَيْث السَّحَاب
هزت الْجِذْع تَمايَلَت ك دُرَّة
والبوح بالجفون والأهداب
عَطَاء السَّمَاء بِالنَّقَاء هَدِيَّة
مامال الْفُؤَاد يَوْمًا لِلْعَذَاب
وَيْلًا لِقَلْب ماكنت نَبْضِه
وَبِعَهْد وَعَد الْهَوَى صَاب
أُصِبْت بِدَاءِ الشَّوْق صَبَابَة
وَلِرَبّ دَاءٌ بالوصال يطاب
طَال اللَّيْل بليلي غَمَامَة
وظمأت بلهب الْجَوَى عَتَّاب
يابنت الْأَصْل وَالْعُلَا عَزّة
دُعِي الظَّنّ وزري الِارْتِيَاب
احْتَاج رُوحَك كَالسَّيْل مَحَبَّة
يَرْوِي زَهْرٌ عُمْرِي بِلَا حِسَابٍ
ثَارَت حُرُوف بُرْكانِي بَغْتَة
فَعَادَت سطوري بِلَا كِتَابٍ
هُنَا نَبْدَأ الْيَوْم حُبّنَا صَدَفَة
وَدَعِي الْأَنَا ولنعيش الصَّوَاب
ولنعلوا قِمَم السُّهُول بُرْهَة
فَكَم اشْتَقْت رُؤْيَاك بالركاب . .
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
بِقَلَم / د . أَحْمَد آمِين عُثْمَان