—————
ونواصلُ رحلتنا
مِثْلَ طيورِ الماء
تفتِّشُ عن أدغالٍ آمنةٍ
كي تُلْقِيَ أعباء الرحلة
وتدورُ على أكداسِ القصبِ اليابس
تأوي فيه
إلى أن يتبدّى الضوءُ
وترحلُ
ما أحلى النفيَ بأحضانك
أحسُّ كأنَّ العزفَ على أوتارِ
غيابي فيك
فراشاتٍ بين الطيرانِ على الورد
وبينْ
تترفْرَفُ وهي تدغدغُ في أرجلها
الأوراق
وأنا أشعلُ في حضرةِ عشقك
كلَّ بخوري
أقولُ لكلِّ فراشاتِ الحقل :
ابتعدي من ناري
حتى تخمدَ فِيَّ اللوعةُ
والولعُ المجنون
بسطوةِ عينيك على أوصالي
عالمُك الساحر ينقلني
لعصور يتجلّى فيها (جلجامش)
مهووسا في جنات بلادي
لايلقي بالاً نحو مفاتنِ (عشتار)
سطوةُ عينيك تطيلُ الهدبَ
إلى أن يتعثَّرَ بالحاجب
خذُ من ثمرِ جناني
ما شئت
أترى أجملَ من رمانِ ديالى؟
أترى أحلى من منحنياتِ
الرملِ على ساحلِ شطِّ الدغارة ؟
أترى أبهى من قَدِّ الليمون ؟
الممشوقِ على جنباتِ المقدادية؟
خذْ من ثمرِ جناني حبيبي
ليلَ السمرِ البغدادي
وأعيدُ إليك جميعَ أغانيه
أترى شعري المسدولَ على كَتِفَيْ دجلة
كيفَ يُغَطّي
الأمواجَ العاجيةَ حينَ يُرَقْرِقُها
ضوءُ جبينِك
د. محفوظ فرج
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire