mercredi 9 septembre 2020

قصيدة : وردة آب5..لفخامة الأديب الدكتور محفوظ فرج

وردة آب 5

هَزُلَتْ والغصنُ تَجَرَّدَ من أوراقِه
صارَ المنظرُ يشبهُ ديكاً
منزوعَ الريشِ من الرَّقَبة
لم يبقَ سوى العُرْفِ الأحمر
في رأسِهِ
يا ألله
قالَ الجذرُ : يا وردةُ يحزنني ما أنتَ عليهِ
كيفَ تَغَيَّرَ ذاكَ الزهوُ ؟
قالتْ : ((لا يُسْأَلُ عَمّا يفعل ))(١)
فأنا لستُ بآسفةٍ مِمّا انتابَ
ورَيْقاتي
لكنّي يقلقُني الغصنُ أخافُ عليهِ
من الموتِ
كم كانَ يضَحّي من أجلي ويجودُ
بما أعطاهُ اللهُ
لم يبخلْ يوماً حينَ أناديهِ
إذا بلغَ الظمأُ بي مبلغَهُ
وليس لديهِ الماءُ
لا يتوانى كي يُبْقِيَ
نسماتِ عبيري تَتَضوَّعُ
يعصرُ في الروحِ ويسقيني
كانَ إذا حاولَ عصفورٌ
حطَّ عليَّ وملتُ قليلاً
شاكَ بدبّوسٍ رجليهِ وطارَ
قالَ الجذرُ : سأبذلُ من أجلِكِ
جهدي لأجدّدَ فيهِ حياةً أخرى
هو يؤلمُهُ الحالُ وما أنتَ عليهِ
تَبِعاتُ خريفِ العمرِ عصيبة
قبلَ مجيءِ الألفينِ وعشرين
وحينَ أتَتْ حَصَدَتْ فينا الأخضرَ
واليابس
تركتْ ما في الأرضٍ من الأحياءِ
الأنسَ
الطيرَ
النبتَ
الحيوانَ
هباءً منثوراً
وردٌ مازالَ ينامُ بأكمامِه
جفَّ ولم يولدْ بينَ الأوراق
فلا تأسيْ لرحيلِكِ
مَنْ رحلوا لا يُحصَوْنَ !!!
الآباءُ فقدوا الأبناء
الأبناءُ فقدوا الآباء
ونثارُ الورقِ الأصفرِ فَرَشَ الأرضَ
بألوانِ الذعر ِ

د. محفوظ فرج
٣ / ٩ / ٢٠٢٠م
١٥ / محرم / ١٤٤٢هـ
————————-
١- سورة الأنبياء من الآية رقم ٢٣

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire