mercredi 4 décembre 2019

من سلسلة الأستاذ الأديب عز الدين أبو ميزر


التّنزيل الحكيم لا ترادف فيه"
على الأبجديّة التي اعتمدناها في مشوارنا هذا، نكمل آخر كلمة في الألف المهموزة مع الباء وأخواتها المترادفات العزيزات، وهي كلمة:
           " أبَى"
( أبى ، عصى ، مرد ، )
الإباء= هو شدّة 'الامتناع' مع شدّة النّفور، قال تعالى : فسجدوا إلّا إبليس أبى.
العصيان= عدم طاعة الأمر ' ابتداءً ' بلا عذر. قال تعالى: وعصى آدم ربّه فغوى.
المُرود= هو عدم طاعة الأمر ' انتهاءً ' بلا عُذر لأمر مّا. قال تعالى: ومن أهل المدينة مردوا على النّفاق.
أبى = بمعنى امتنع لذاته، قال تعالى: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلّا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين.
و' أبى ' تعني الامتناع الذي لا رجوع بعده، وبشدّة. أي أنّه  موقف مبدئيّ، ومثله في الحياة كثير، ويكون بقرينة تدلّ عليه، وليس كل الامتناع هكذا، فهناك امتناع١١ بعُذر، وقد يعود ويوافق بعد أن امتنع.
قال تعالى : وظنّوا  أنّهم مانعتهم حصونهم من الله.
رَفض= أي ذهب بعيدا عن الشّيء.
والإباء قد يكون استكبارا، كحال إبليس، وقد يكون إشفاقا، كحال السماوات والأرض والجبال  بحمل الأمانة، في قوله تعالى: ولقد عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها.
أمّا من ناحية شرعيّة وللحفاظ على حقوق الناس من الضياع، فقد نهى الله كُتّاب الحقوق عن الامتناع عن الكتابة،  وحثّهم على ذلك أمرا بقوله تعالى: ولا يأبَ كاتب أن يكتب كما علّمه الله....فليكتب واليملل الذي عليه الحقّ....واستشهدوا شهيدين من رجالكم....ولا يأبَ الشهداء إذا ما دعوا. فنرى زيادة في الحرص منه تعالى، أمر بشاهدين، ونهاهما عن الامتناع عن الشهادة إذا ما دُعوا لها.        والله تعالى لا يتسامح في حقوق النّاس أبدا مع أي مخلوق كائنا من يكون، ويسامح بحقوقه هو كيف يشاء. وربّما لكرمه وحبّه قد يشتري حق الأنسان من أخيه الأنسان، بكرم منه وفضل يوم القيامة. ويظلّ الله عند حسن ظنّ عبده به، إذا عاد إليه.
أما العصيان ، وهو عدم طاعة الأمر ابتداء وبلا عذر، كعصيان أدم في الجنّة، ولم يعلم كيف يعتذر فعلّمه الله ذلك، كما كان علّمه الأسماء كلها، فقال تعالى: فتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه. وعليه فالعصيان يمكن الرّجوع عنه مع الاعتذار.
اما المُرود: فهو كما قلنا عدم طاعة الأمر انتهاءً، بأن تأخذه العِزّة بالأثم.
    وبهذه الكلمات نكون قد أنهينا الألف المهموزة مع الباء بكلمة (أبى)، لنبدأ السير معا يوم السّبت القادم بعون الله، بحرف الألف المهموزة مع التّاء. بكلمة:  .....( آتّى )
وإلى اللقاء.
يتبع.....

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire